روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | الصبر في طريق.. الدعوة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > الصبر في طريق.. الدعوة


  الصبر في طريق.. الدعوة
     عدد مرات المشاهدة: 3244        عدد مرات الإرسال: 1

لقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه قوله تعالى:

(اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) أنه بذلك صار نبياً من أنبياء الله، ثم قتر الوحي.

لقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه قوله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) أنه بذلك صار نبياً من أنبياء الله، ثم قتر الوحي.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له.

ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما.

لقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه قوله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) أنه بذلك صار نبياً من أنبياء الله.

ثم قتر الوحي ثم نزل عليه قوله تعالى: (يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر والرجز فاهجر) فقام صلى الله عليه وسلم، قام ممتثلاً لأمر الله متوكلاً عليه واثقاً به فأنذر الناس ودعاهم إلى عبادة الله.

وكان بدء الدعوة سراً لما يخاف على نفسه فآمن به رجال من قريش، وكان أولهم إسلاماً أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وأسلم على يدي أبى بكر رضي الله عنه خمسة من المبشرين بالجنة.

أسلم على يده رضي الله عنه عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وهؤلاء الخمسة مع أبي بكر وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة هم الثمانية الموصوفون بالسبق إلى الإسلام وأسلم غيرهم كثير.

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم سراً ويرشدهم إلى ما أرشده الله إليه من الإسلام في دار الأرقم بن أبي الأرقم لمدة ثلاث سنوات حتى أنزل الله عليه قوله (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر: 94).

فصعد صلى الله عليه وسلم على الصفا حينما أنزل عليه ذلك مع قوله (وأنذر عشيرتك الأقربين) فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي يا بطون قريش فاجتمع الناس إليه حتى كان الرجل إذا لم يستطع أن يأتي أرسل رسولاً لينظر الخبر فلما اجتمع الناس قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة فقال له عمه أبو لهب تباً لك ألهذا جمعتنا؟

وسخِر به وبما قال فأنزل الله تعالى فيه سورة تبت يدا أبي لهب وتب سورة تقرأ في كتاب الله إلى يوم القيامة وما عند الله له من الخزي والعار يوم القيامة أعظم وأشد ثم أنزل الله على رسوله (وأنذر عشيرتك الأقربين) فجمعهم صلى الله عليه وسلم وقال لهم :

"والله لو كذَبْتُ الناس كلهم ما كَذَبْتُكُمْ وإني لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة والله لتموتنّ ثم لتبعثن وتحاسبن ولتجزَوُنَّ على أعمالكم وإنها لجنة أبداً أو لنار أبداً" فتكلم القوم كلاماً ليناًَ إلا أبا لهب قال: خذوا على يديه قبل أن تجتمع العرب عليه فإن سلَّمتموه ذَلَلْتُم وإن منعتموه قُتلتم فمانعه أبو طالب وهو أخو أبي لهب وكلهم عم لرسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم مانعه أبو طالب وقال له:

والله لنمنعنه ما بقينا ثم انصرف الجمع بدون طائل، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل يدعو إلى الله تعالى علناً وجهراً، وكان الناس يسخرون به يقولون هذا غلام عبد المطلب يُكَلَّمُ من السماء هذا ابن أبي كبشة ثم أنه صلى الله عليه وسلم جعل يسفه عقول المشركين ويبين بطلان عبادتهم.

للأصنام فاجتمعت قريش إلى أبي طالب أكثر من مرة ليمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وهددوه. فأشار أبو طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقي عليه وعلى نفسه، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه سيخْذلُه فشَقَّ ذلك عليه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا عم قال يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه" (ضعيف بهذا اللفظ انظر السلسلة الضعيفة ج2 ص310)، (وفي رواية فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء فقال (فذكره) قال فقال أبوطالب ما كذب ابن أخي فارجعوا. (حسن) (انظر الصحيحة ج1 ص194).

ثم بكى وانصرف فناداه عمه وقال له: يا ابن أخي قل ما اخترت فوالله لا أسلمك إليهم أبداً، فاستمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة وازداد أذى قومه له بالقول وبالفعل فكان أبو جهل إذا رآه يصلي نهاه وأغلظ عليه وقال له: ألم أنهك؟

وكان مرة يصلي وحوله ملأ من قريش فقال بعضهم لبعض أيكم يعمد إلى جزور آل فلان فيأتي بدمها وسلاها فيضعه بين كتفي محمدٍ إذا سجد فانبعث أشقى القوم فأتى به فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه الشَّقي بين كتفيه فثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا والقوم يضحكون ويسخرون حتى جاءت ابنته فاطمة وهي جويرية صغيرة فألقت عنه السَّلَى والدم فدعا الله تعالى عليهم.

دعا على هؤلاء حتى قتلوا في بدر وسُحِبُواْ وألقوا في قليبها ولله الحمد، وكانوا يرمون القذر على باب النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطرحه ويقول أي جوار أي جوار هذا؟ !

واشتد أذى قريش لمن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يعذبون أصحابه يعذبونهم بالطعن والضرب والنار، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوي أصحابه ويشجعهم على الصبر. قال لعمار بن ياسر وأهله وهم يعذبون صبراً يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة.

ولما رأى اشتداد الأمر بأصحابه أذن لهم بالهجرة وقال تفرقوا في الأرض فإن الله سيجمعكم وأشار إلى الحبشة فهاجر إليها في السنة الخامسة من البعثة عشرة رجال وخمس نساء ثم رجعوا بعد ثلاثة أشهر.

ولكن المشركين ما زال أذاهم يستمر وشرهم يستفحل، فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة مرة ثانية إلى الحبشة في السنة السابعة من البعثة، فهاجر إليها فوق الثمانين من الرجال ودون العشرين من النساء فأكرمهم النجاشي وجعل لهم الحرية في دينهم، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فبقي في مكة يلاقي الشدائد والبلايا من أذية كفار قريش له وهو صابر محتسب منفذ لأمر الله.

وقد مات عمه أبو طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها في السنة العاشرة من البعثة فاشتد الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم حين فقد زوجته التي توفر عليه الأمور وعمه الذي يدافع عنه ثم خرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يدعو قبائل ثقيف إلى الإسلام فلم يجد منهم إلا السخرية والأذى ورَمَوْهُ بالحجارة حتى أَدْمَوْاْ عقبيه فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة.

وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه: انطلقت يعني من الطائف وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث لك ملََكَ الجبال لتأمره بما شئت فيهم.

ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال رسول الله صلى عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ثم دخل مكة صلى الله عليه وسلم في جوار المطعم بن عدي وصار يعرض نفسه على القبائل في المواسم كل عام يتتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

و بينما هو عند العقبة لقي رهطاً من الخزرج أراد الله بهم خيراً فعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن، فلما رجعوا إلى قومهم بالمدينة أخبروهم ودعوهم إلى الإسلام حتى فشى فيهم، فلما كان العام المقبل قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر رجلاً منهم فبايعوه وبعث معهم مصعب بن عمير يُقْرِؤُهم القرآن.

ويعلمهم الإسلام فكبر الإسلام في المدينة، ولما كان العام المقبل قدم من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو سبعين رجلاً وامرأتان فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم إذا هاجر إليهم فكان في ذلك خير للإسلام وفخر عظيم للأنصار رضي الله عنهم.

أيها المسلمون إن فيما جرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ دعوة الإسلام من الأذى والتعب والمشقة لعبرة لأولي الأبصار فاتقوا الله أيها المسلمون واعتبروا؛ اعتبروا بما كان عليه هذا النبي العظيم من الأناة والحلم فهذا ملك الجبال يستأذنه أن يطبق على أهل مكة الأخشبين.

ولكن له النظر البعيد والحكمة التي هي أعلى حكمة في المخلوق قال إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً وقد حقق الله له رجاءه فخرج من أصلاب أولئك المشركين من عبدوا الله ولم يشركوا به شيئاً ودَاذُواْ عن الإسلام وحوزة الإسلام و الحمد لله رب العالمين.

واسأل الله أن يثبتنا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وسلطانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المؤيد ببرهانه الداعي إلى جنته ورضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره و أعوانه وسلم تسليما.
 

أما بعد: 

أيها المسلمون اتقوا الله تعالى وخذوا مما جرى لنبيكم صلى الله عليه وسلم عبرة في الصبر على الدعوة إلى الله عز وجل وعلى ما يصيبه في جانب ذلك؛ لو شاء الله تعالى لم يكن ما جرى ولكنه سبحانه شاء ذلك لحكمة لأجل أن ينال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى درجات الصابرين.

ولأجل أن يتخذ الدعاة إلى الله من هذا عبرة يسيرون بها وعليها ولقد كان المصلحون من هذه الأمة يجري عليهم شيء كثير من الأذى من أعداء أهل الخير فالإمام أحمد رحمه الله أوذي في الله عز وجل حتى إنه ليسحب بالبغلة في السوق ويضرب بالسوط حتى يغمى عليه لماذا؟ لأنه دعا الناس إلى أن يقولوا إن كتاب الله هو كلام الله منزل غير مخلوق.

وهذا ابن تيميه رحمه الله حصل له من الأذى والحبس والضرب ما يحصل بسبب أنه صدع بالحق ودعا إلى الله حتى إنه مات مسجوناً بقلعة دمشق وكل من تأمل ما جرى للدعاة المسلمين عرف ما لله تعالى من الحكمة في ذلك فاصبروا أيها المسلمون اصبروا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل وكونوا عند الدعوة إلى الله.

وعند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كونوا مريدين للإصلاح لا للانتقام ولا للحقد والبغضاء فإن بعض الناس يكون عنده من الغيرة ما عنده ولكنه عندما يأمر تجده يأمر بحقد وعنف وبغضاء لا لا يفعل.

وإنما يأمر بلين ورفق حسب ما تطلبه الحال وينبغي أيضاً أن ينوي بأمره ونهيه إقامة دين الله عز وجل وإصلاح عباد الله وهو مع النية الصالحة والطريقة المحكمة سوف يصل إلى غرضه ومقصوده بإذن الله.

ولكن الذي يعوز كثيراً من المصلحين هو أنهم يأتون بعنف ويأتون وقلوبهم مملوءة بالحقد على أهل الشر والفساد. صحيح أنه لا يجوز أن نحب فسق أهل الفسق أو فساد أهل الفساد ولكن يجب علينا أن نداويهم بالدواء الناجع لأن أهل الفسق والفساد هم مرضى بل أشد من المرضى.

فإذا كان المريض الذي أصيب بداء في بدنه يذهب به إلى المستشفى ليعالج برفق فهكذا أيضاً المريض الذي أصيب بمرض في قلبه وسلوكه ينبغي أن يعامل بالرفق و اللين لعل الله تعالى أن يهديه وبهذه الطريق يكون الإنسان فاعلاً لما أوجب الله تاركاً ما أمر الله به في قوله (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: من الآية125).

وليعلم الإنسان الذي آتاه الله علماً أن عليه من المسئولية أكثر مما على الإنسان الذي لا يعلم؛ الله تبارك وتعالى قال لنبيه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلا ًفَاصْبِرْ لِحُكْمِ ربك) لما ذكر الله منته عليه بنزول القرآن الذي هو العلم أمره أن يصبر إشارة إلى أنه سوف يلاقي ما يلاقي من إبلاغ هذا القرآن والدعوة إلى طريقه. فعليكم أيها المسلمون أن تكونوا هداة مهتدين.

ودعاة مصلحين تريدون بدعوتكم إقامة دين الله ونفع عباد الله والله تعالى سوف يثيبكم على قصدكم وعلى عملكم سواء اهتدى من دعوتموه أم لم يهتدي فالله يقول لرسوله: (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ).

فهو ليس مسيطرا على أحد ولكن من تولى وكفر فسيجد عذابه عند الله عز وجل. واعملوا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ً صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة.

ومن شذَّ شذَّ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليماً (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً) اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمداً اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه.

اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارض عن خلفائه الراشدين وعن أولاده الغر الميامين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارض عنا اللهم ارض عنا كما رضيت عنهم اللهم ارض عنا معهم بمنك وكرمك وجودك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح رعيتنا ورعاتنا اللهم أصلح للمسلمين ولاتهم وأصلح بطانة ولاة أمورهم اللهم من كان من ولاة أمور المسلمين يريد أن يقودهم بكتابك وسنة نبيك فثبته على ذلك وأيده ودافع أعداءه عنه واهزمهم يا رب العالمين.

ومن كان من ولاة أمور المسلمين لا يريد إلا أن يتبع هواه وينفذ أفكاره الضالة البعيدة عن الإسلام اللهم فأزِلْ ولايته عن المسلمين وأبدله بخير منه يا رب العالمين اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أفغانستان وفي غيرها من بلاد المسلمين يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.

عباد الله..

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذ عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

المصدر: موقع الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، (خطب الجمعة)